قال بول كروكشانك، محلل شؤون الإرهاب، إنه من المستبعد أن يكون لدى أي قوة برية في العراق القدرة على بدء معركة الموصل خلال الفترة المقبلة، مضيفا أن تنظيم داعش مرشح لمواصلة السيطرة على المدينة خلال الأشهر المقبلة، مذكرا بشراسة معركة الفلوجة التي خاضها الجيش الأمريكي عام 2004، كما رأى أن داعش يحاول إرسال رسائل تفيد بأنه يتوسع في ليبيا ومصر.
وردا على سؤال حول مدى أهمية الموصل بالنسبة لداعش وهل يحتاج التنظيم إلى هذه المدينة للإبقاء على وجوده بالعراق رد كروكشانك بالقول: “المدينة بالغة الأهمية بالنسبة لداعش وستكون السيطرة عليها مهمة صعبة، علينا تذكر مدى صعوبة المعركة التي خاضتها القوات الأمريكية للسيطرة على مدينة الفلوجة عام 2004.”
وتابع المحلل الأمني الأمريكي بالقول: “الأكراد ليسوا مهتمين بالسيطرة على الموصل، بل يعتبرون أن الأولوية بالنسبة لهم تتمثل في حماية مناطقهم، أما الجيش العراقي فهو غير جاهز للسيطرة على المدينة، وإذا ما قرر الاستعانة بالمليشيات الشيعية فقد يرتد هذا الأمر عليه بشكل خطير. ويتوجب على العراقيين إشراك المزيد من القوات السنية وضمها للجيش.”
واستبعد كروكشانك إمكانية خوض معركة قريبة في المدينة قائلا: “لا أظن أن هناك استعدادات حقيقية للمعركة قبل الصيف المقبل، بل إن بعض القادة الأكراد يتحدثون عن استحالة التحرك قبل أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وبالتالي قد تبقى مدينة الموصل تحت سيطرة داعش لأشهر، وستكون المعركة فيها بالغة الصعوبة.”
وعن انطباعاته حول فيديو تنظيم داعش المصور في ليبيا رد كروكشانك بالقول: “داعش يبعث لنا برسالة مفادها أن الدولة الإسلامية تتوسع في ليبيا، نحن نتحدث عن مناطق لا تبعد أكثر من 300 ميل شرق طرابلس العاصمة، وقد نفذ التنظيم الشهر الماضي هجوما على فندق في طرابلس أدى إلى مقتل أمريكي وقد سيطر بالكامل على مدينة ليبية يبلغ عدد سكانها مائة ألف نسمة، هم يوسعون رقعة نفوذهم مستفيدين من الحرب الأهلية الدائرة بالبلاد.”
ولفت المحلل الأمريكي إلى أن توسع التنظيم يستند إلى 300 مقاتل محترف عادوا مؤخرا من ميادين القتال في صفوف داعش بسوريا، وقد باشروا بالانتشار في ليبيا والعمل انطلاقا منها منذ عودتهم. وختم بالقول: “ليبيا تشكل اليوم جبهة جديدة لداعش، إلى جانب مصر التي أعلن تنظيم مسلح في سيناء مؤخرا مبايعته لداعش.”