كشفت دراسة حديثة صادرة عن مجلة الجمعية الطبية الأمريكية “جاما” عن تغير الانطباع حول الأشخاص الذين يتعاطون الهيروين شكلاً وقالباً. وأثبتت الدراسة أنّ الأشخاص المدمنين على مادة الهيرويين حالياً، هم من فئة الشباب الذين يبلغ متوسط أعمارهم 23 عاماً، وينتمون إلى الطبقة الغنية في المجتمع، بالمقارنة مع مدمني المخدرات في فترة الستينيات، والذين كان متوسط أعمارهم 16 عاماً، وينتمون إلى بيئة فقيرة.

وأوضحت الدراسة أنّ هذه الفئة من الطبقة الغنية، بدأت تعاطي مادة الهيرويين، من خلال تناول مسكنات الألم، تبعاً لوصفة الطبيب.

ورغم أنّ هيئة العقاقير والأغذية الأمريكية اعتبرت مادة الهيرويين غير مشروعة، إلا أنّها شرعت تناول حبوب أفيونية مثل دواء “أوكسيكونتن.” ومن المعروف، أنّ كل من المادتين تنتميان إلى نبات الخشخاش، وتتشابهان في التركيبة الكيميائية ذاتها، فضلاً عن ارتباطهما بمجموعة المستقبلات ذاتها داخل الدماغ.

ويُذكر، أنّ كافة أنواع المخدرات تؤدي إلى النتائج ذاتها، مثل الشعور بالنشوة، والنعاس، والغثيان، فضلاً عن تباطؤ عملية التنفس لدى تناول جرعات أعلى من المواد المخدرة.

وتوصل مركز “كاروليناس” الطبي في مدينة تشارلوت الأمريكية، إلى معرفة أنّ 80 في المائة من مسكنات الألم في العالم تستهلك في الولايات المتحدة الأمريكية. وأشارت الإحصائيات إلى أنّ تناول جرعة زائدة من العقاقير الطبية التي يصفها الأطباء للمرضى تعتبر بمثابة السبب الرئيسي للوفاة لدى الأمريكيين.

ولمنع تلك الحوادث المأساوية، فُرضت قيود مشددة على الأطباء ومراكز صرف الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية، ما أدّى إلى انخفاض نسبة 23 في المائة من حالات الوفاة الناتجة عن الجرعة الزائدة بين العامين 2010 و2012. وفي شهر آب/أغسطس في العام 2010، عدلت هيئة الدواء والغذاء القوانين الخاصة بالعقاقير ومسكنات الألم.

ورأت الدراسة أن القيود التي فرضت، أدّت إلى انخفاض نسبة صرف مسكنات الألم من 35.6 في المائة إلى 12.8 في المائة، ولكن في المقابل، تضاعف تعاطي مادة الهيرويين بين فئة الشباب.