أليس من المستغرب أن تتسبب أفضل أنشطتك اليومية في القضاء عليك، وخصوصاً أن عالمنا الحديث صمم بأكمله، حتى يكون مزوداً بأفضل سبل الراحة، والحد من حركة الإنسان.
ومن الملاحظ، أنّ الإنسان يمارس غالبية أنشطته اليومية وهو جالس، مثل القيام بالأعمال المكتبية، وقيادة السيارة، ومشاهدة التلفاز، فضلاً عن الكثير من الأنشطة الأخرى.
وكشفت دراسة حديثة في دورية الطب الباطني عن تسبب كثرة الجلوس وقلة الحركة، بزيادة فرصة إصابة الأشخاص بالأمراض، حتى إذا كانوا يمارسون الأنشطة الرياضية.
وتوصل الباحثون إلى تلك النتيجة بعد تحليل 47 دراسة حول سلوك قلة الحركة. وعمد الباحثون إلى تعديل البيانات بإضافة مقدار الوقت لممارسة التمارين الرياضية لدى الأشخاص، ومقارنته بكمية وقت الجلوس. ووجد الباحثون أنّ سلوك قلة الحركة يفوق الوقت المبذول في آداء التمارين.
وأظهرت الدراسات أنّ قلة الحركة يمكن أن تؤدي إلى حالة الوفاة الناتجة عن مشاكل القلب والأوعية الدموية، وأمراض السرطان، والسكري.
وأظهر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية، أن قلة النشاط البدني تعتبر بمثابة رابع أخطر عامل يتسبب في الوفاة حول العالم.
وأكدّت الدراسة أنّ الجلوس لفترات طويلة بين 8 و 12 ساعة يومياً، يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 بنسبة 90 في المائة.
واقترح الباحثون ضرورة الحد من ساعات الجلوس وراء المكتب، والاستعانة بالوقوف بين الحين والآخر، أو السير داخل ردهة المكتب لعدة دقائق كل نصف ساعة