الأزمة في اليمن – قال مصدر محلي بمدينة رداع وسط اليمن إن 53 مسلحا من جماعة الحوثي قتلوا اليوم، بينما ذكر مراسل الجزيرة أن سيارة ملغمة انفجرت وسط المدينة وأمام منزل رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام، في حين سلم الحوثيون اليوم مقر الإذاعة بـصنعاء لشرطة أمانة العاصمة.

وقد قتل ثلاثون من جماعة الحوثي في اشتباكات مع القبائل في منطقتي المناسح ووادي تاه في رداع بمحافظة البيضاء (150 كيلومترا جنوب شرق صنعاء)، في حين قتل 23 آخرون في انفجار عبوات ناسفة زرعها مقاتلو تنظيم القاعدة في حصن دار كُزم بالمدينة نفسها، كما شهدت المدينة انفجار سيارة ملغمة أمام منزل رئيس فرع حزب المؤتمر الشعبي العام عبد الله إدريس.

وأضاف مراسل الجزيرة حمدي البكاري أن الانفجار نجم عن عملية انتحارية استهدفت نقطة عسكرية تابعة للحوثيين، مشيرا إلى أن العملية تحمل بصمات تنظيم القاعدة باليمن بحكم استخدام سيارة مفخخة، وتعرف رداع منذ دخول الحوثيين إليها تصعيدا عسكريا، حيث هاجم تنظيم القاعدة المسلحين الحوثيين لدفعهم إلى الخروج من المدينة، وقد أخلى هؤلاء بعض المواقع تحسبا لهجمات ضدهم.

وتعرف رداع -حسب المراسل- مسارين من المواجهات العسكرية: أحدهما يجري بين الحوثيين ومجاميع قبلية مسلحة، والثاني بين الحوثيين وتنظيم القاعدة الذي توعدهم بالمزيد من التفجيرات.

أربع هجمات
وأعلن تنظيم أنصار الشريعة التابع للقاعدة اليوم أن مقاتليه نفذوا أربع هجمات متفرقة خلال اليومين الماضيين، ضد مسلحي جماعة الحوثي في محافظتي صنعاء والبيضاء وسط البلاد.

وأضاف التنظيم أن مقاتليه استهدفوا السبت دورية عسكرية بعبوة خلف جبل النسي بمدينة رداع، كما شنوا هجوما أمس الأحد على موقع للحوثيين في منطقة العرش بالمدينة نفسها.

وكان الهجوم الثالث للقاعدة في رداع عن طريق قنص مسلح حوثي، كما استهدف تجمعا للحوثيين في العاصمة صنعاء.

وقال مراسل الجزيرة إن 23 على الأقل من مسلحي جماعة الحوثي قتلوا وأصيب آخرون في هجوم شنه عليهم الليلة الماضية مسلحو القاعدة في حصن دار كزم بمنطقة رداع، وأضاف أن تنظيم القاعدة أطلق قذيفة على الحوثيين، وأنهم ما زالوا يحاصرون 15 آخرين في المنطقة نفسها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر قبلية قولها إن الهجوم تم بسيارة مفخخة استهدفت منزلا يقطنه مسلحون من جماعة الحوثي، وإن اشتباكات تلت الهجوم، وأضافت أن مسلحي القاعدة أسروا أحد عناصر جماعة الحوثي، الذين عززوا في الأيام الأخيرة انتشارهم في رداع.

وتزايدت هجمات القاعدة ضد مسلحي جماعة الحوثي بعد سيطرتهم على صنعاء منذ أسابيع، كان أكثرها دموية التفجير الذي استهدف متظاهرين حوثيين في ميدان التحرير وسط العاصمة، في التاسع من الشهر الجاري، وأسقط 47 قتيلا وعشرات الجرحى.

اجتماع قبلي

وكان شيوخ ووجهاء محافظة البيضاء قد عقدوا اجتماعا موسعاً أعلنوا فيه رفض دخول أي مليشيات مسلحة إلى المحافظة، وأكدوا أن ذلك سيؤدي إلى جعل المحافظة مسرحاً لقتال طائفي، ودعوا مؤسسات الدولة للقيام بواجبها لتجنيب المحافظة ذلك.

وفي سياق آخر، تسلمت شرطة أمانة صنعاء اليوم مهام حماية مبنى الإذاعة الرسمية من المسلحين الحوثيين. ورغم إزالة الحوثيين خيم اعتصام في صنعاء، فإن مقاتليهم ما زالوا منتشرين في العاصمة رغم توقيعهم على الملحق الأمني لاتفاقية السلم، والذي ينص على سحب المظاهر المسلحة من صنعاء.

وتواصل الجماعة تمددها بقوة السلاح في مناطق جنوب اليمن، بعد استيلائها على صنعاء، وقبلها محافظة عمران (شمالي البلاد) ثم ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، وبذلك أصبح بإمكان الحركة الحصول على إمدادات بالسلاح عن طريق البحر.

وأفاد مراسل الجزيرة بانتهاء اجتماع ضم قيادة المؤتمر الشعبي العام وقيادة محافظة حجة الواقعة شمال غربي صنعاء مع قياديين من الحوثي في المحافظة، وقضى الاجتماع بالسماح للمسلحين الحوثيين بالتمركز في مواقع عسكرية حيوية في مدينة حجة.