بعد نجاحها في تشكيل منتخب أحرز الإنجاز "العربي" الأفضل في تاريخ الرياضات الجماعية، بفوزه منتخب كرة اليد بفضية بطولة العالم، أعاد الخبراء اهتمامهم ببرنامج قطر في كرة القدم إلى الواجهة.

بعد نجاحها في تشكيل منتخب أحرز الإنجاز “العربي” الأفضل في تاريخ الرياضات الجماعية، بفوزه منتخب كرة اليد بفضية بطولة العالم، أعاد الخبراء اهتمامهم ببرنامج قطر في كرة القدم إلى الواجهة.

رغم أن جذور التجنيس موغلة في التاريخ في دول الخليج حيث يتذكر الكثيرون مشاركة المقرئ اللبناني أحمد الطرابلسي حارسا لمرمى الكويت في الوقت الذي كان شقيقه محمد الرباع العالمي يشارك باسم لبنان في دورة أولمبية في ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنّ برنامج قطر مع التجنيس في مجال كرة القدم بدأ اتخاذ شكل السياسة واضحة المعالم مع بداية القرن الجديد.

فرغبة منها في صنع اسم لها في ميدان كرة القدم، حاولت قطر تجنيس ثلاثة لاعبين برازيليين دفعة واحدة وأبرزهم هداف فيردربريمن الألماني إيلتون الذي حصل على مليون دولار. وأثبتت تلك السياسة محدوديتها حيث إذا كان من الممكن أن يكون أحد اللاعبين الأجانب قد تألق بالقميص العنابي فلن يكون إلا الأوروغوياني سيباستيان سوريا. لكن الطموح تلقى صدمة مع إصرار الاتحاد الدولي على تنظيم عمليات التجنيس والتشديد من شروط اللعب لمنتخب وطني، قاصرة ذلك على من له والد أو والدة من جنسية مختلفة أو أنه اقام على الأقل ثلاث سنوات في دولة ما بعد سنّ البلوغ.

لذلك فقد أطلقت قطر برنامجا هو “أحلام كرة القدم” لاستكشاف المواهب من بين الأطفال الصغار عبر أنحاء العالم الأربعة ويشرف عليه كشّافون سابقون عملوا لكل من برشلونة وريال مدريد الإسبانيين ومانشستر يونايتد الإنجليزي.

شمل البرنامج حتى الآن أكثر من 3.5 مليون مراهق حيث يفوز من يقع عليه الاختيار بفرصة التدرب في أكاديمية أسباير المتميزة في الدوحة وتتلقى أسرته 5 آلاف دولار. وبطبيعة الحال فإنّ من ضمن عشرات الآلاف من هؤلاء المنخرطين في هذا البرنامج الذي يتخذ “صبغة إنسانية” مثلما يصر على ذلك القائمون عليه، سيكون هناك بضع عشرات ممن سيرغبون من تمثيل قطر لسبب أو لآخر.

وبالتوازي مع هذا البرنامج، استمر القطريون في الاهتمام ببرنامج آسباير في بعده المحلي من خلال تدريب المواهب القطرية أو تلك المهاجرة والمولودة هناك ومن ضمنهم كثيرون من مختلف الدول العربية الآن وهو ما سمح لقطر بأن تحرز بطولة آسيا للمنتخبات الأولمبية (أقل من 19 عاما) عام 2014 رغم أنها أصغر دولة ولا وجه لمقارنتها بالصين واليابان وحتى جارتها السعودية.

كما نجح ذلك المنتخب، وقائمته الموسعة تضم على الأقل ثمانية مجنسين، في فرض سطوته على كأس الخليج لكنه غادر كأس آسيا من دورها الأول. لكن ذلك لا يمنع المسؤولين القطريين من الاستمرار في الحلم بمنتخب خليط بين برنامج أسباير والمنتخب الحالي الشاب قبل سبع سنوات كاملة من تنظيم كأس العالم.