ساعدت الزراعة على جعل هولندا بلدا ثريا، لكن خبراء يحذرون من أن انتشار المزارع وتزايد عدد الحيوانات في واحد من أكثر قطاعات الزراعة كثافة في العالم قد يجعله عرضة لتفشي الأمراض.
والأحد الماضي، تم اكتشاف سلالة شديدة العدوى من إنفلونزا الطيور في مزرعة هولندية الأمر الذي اضطر السلطات لفرض حظر لمدة 3 أيام على نقل كل الدواجن والمنتجات المرتبطة بها.
لكن الحظر على النقل، الذي كلف القطاع خسائر قدرت بـ 100 مليون يورو (120 مليون دولار)، لم يمنع رصد سلالات شبيهة أو مطابقة في مزرعتين قريبتين، الأمر الذي أدى لمد الحظر المكلف بالفعل إلى أسبوع كامل.
وقال رئيس المنظمة العالمية لصحة الحيوان، برنارد فالات: “عندما يكون هناك مرض في هولندا وهي أعلى دولة في العالم من حيث كثافة المزارع سواء كانت مزارع دواجن أو خنازير فإن الأمر يكون موجعا”.
وأضاف: “هولندا معرضة للخطر بالفعل بسبب كثافة (المزارع)”.
ويدافع قطاع الزراعة في هولندا عن ممارساته ويقول قطاع الدواجن إنه ضخ استثمارات كبيرة في النظافة العامة منذ آخر وباء لإنفلونزا الطيور قبل 11 عاما، بينما أصبحت الصناعة مصدرا هائلا للثروة.
ومثلت الزراعة 16% من صادرات عام 2013، لكن هذه الكفاءة كان لها ثمنها فالخبراء يقولون إن وجود كل هذا العدد من المزارع والحيوانات في المزارع جعل النظام معرضا بشدة لانتشار الأمراض.
وينمو قطاع المزارع بمعدل لا يمكن لحظر النقل حتى أن يوقفه، ففي خلال 3 أيام فقست 7.5 مليون بيضة في مستودعات حاضنة دون أن يتم نقلها.
وبسبب التفشي الأحدث لإنفلونزا الطيور – وهو تاسع وباء حيواني ينتشر في هولندا في أقل من 20 عاما – اضطرت السلطات لإعدام أكثر من 200 ألف طائر.