الميزة الأولى التي أجمعَ عليها كلُّ من اُستُطْلِعَت آراؤهم هي أن المدينة لا تنام أبداً. وبإمكان أي إنسان أن يشتري ما يشاء أو يحصل على أية خدمة ضرورية في أي وقت من النهار أو الليل. يقول المنتج الأمريكي الشهير بوب فان رونكيل الذي يعيش في موسكو، منذ ما يزيد على عشر سنوات: “يمكنك أن تعرج في الساعة الثانية ليلاً على متجر للكتب لشراء أحدث الإصدارات، وفي الثالثة صباحاً يمكنك شراء أرضية خشبية (لامينات) من هايبر ماركت لمواد البناء، وفي الخامسة يمكنك شراء باقة ورد لفتاتك المحبوبة، وفي السادسة يمكنك وضع سيارتك في المغسلة”. الشيء الوحيد الذي لا يمكن شراؤه ليلاً في موسكو هو الكحول. فبعد الحادية عشر مساءً يتم ختم كل أقسام بيع المشروبات الروحية.
2. تسديد خدمات الهاتف والإنترنت وغيرها عبر أجهزة الدفع الالكترونية
أن تعجز عن ملئ رصيد هاتفك الجوال، هو أمرٌ أقرب إلى المحال في موسكو. ففي كل نقطة مزدحمة بالناس من أنحاء المدينة، كالمتاجر ومعابر المشاة والمطاعم والصيدليات ومحطات مترو الأنفاق… تتوزع أجهزة الدفع الالكترونية التي تعمل على مدار 24 ساعة. يقول المبرمج الكرواتي إيفان فوتشكوفيتش: “كل ما يلزمك هو إدخال رقم الهاتف، ووضع المبلغ المطلوب الذي سيتحول إلى حسابك مباشرةً.
وبالطريقة السهلة والمريحة ذاتها يمكن تسديد حسابات الإنترنت”. كما يمكنك تسديد فواتير الخدمات البلدية وغيرها من الفواتير والضرائب وحتى مخالفات تجاوز السرعة عبر أجهزة الدفع الآلية دون أن تضطر للذهب إلى البنك.
في أوربا يمكنك أيضاً القيام بذلك ولكن الاجراءات هناك أكثر تعقيداً. يقول إيفان: “في كرواتيا على سبيل المثال، إذا احتجت لملئ رصيد هاتفك فيجب عليك أولاً شراء بطاقة خاصة تباع في الأكشاك ومن ثم إدخال الشيفرة المطبوعة عليها إلى هاتفك ليتم تحويل قيمة البطاقة إلى حسابك، والأكشاك بالطبع، لا تعمل على مدار 24 ساعة”.
3.”فكونتاكتي” بدلاً عن الـ “فيسبوك”
تحظى شبكة التواصل الاجتماعي الروسية “فكونتاكتي” (vkontakte) بشعبية كبيرة بين الأجانب ممن لهم أصدقاء كثيرون من الروس. وتحتوي هذه الشبكة الاجتماعية على عددٍ هائل من الملفات الصوتية وملفات الفيديو باللغة الروسية.
ألكسندر أوردونيز من المكسيك منشغل بتطوير العلاقات الروسية-المكسيكية الاقتصادية والثقافية. وبالنسبة له فإن موقع “فكونتاكتي” ليس مجرد مكان للتواصل، بل علاوة على ذلك هو موقع يستطيع من خلاله مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج الروسية، والاستماع إلى الأغاني، وحتى لتعلم اللغة الروسية بالتواصل المباشر مع أساتذة مشهورين على صفحات الإنترنت. يقول ألكسندر: “حتى عندما لا أكون موجوداً في روسيا، فأنا لا أنسى اللغة الروسية”.
ويلاحظ الأجانب الذين يستخدمون الفيسبوك، أن الموقع الروسي “فكونتاكتي” يمتاز بكثير من الأفضليات مقارنةً بنظيره “فيسبوك” وعلى الأخص في تحصينه من الرسائل غير المرغوبة (spam) التي “تلوث” شريط الأخبار والبيانات الشخصية.
4. البلاغات البنكية عبر خدمة الرسائل القصيرة
WMB يستصدر بعض الأجانب بطاقات ائتمان من المصارف الروسية التي تقترح عليهم تشغيل خدمة (SMS) للبلاغات البنكية. يقول إيفان فوتشكوفيتش: “في كرواتيا، هذا يعني أن الزبون سيستلم رسالة نصية قصيرة واحدة كل يوم عن حالة رصيده الشخصي”.
أما في موسكو، فيتم إعلام الزبائن المشتركين في هذه الخدمة عند أية عملية استخدام لبطاقة الائتمان عبر رسائل (SMS). وبذلك يكون أصحاب البطاقات على علم دائم بكمية النقود الموجودة على حسابهم الشخصي. علاوة على أن هذه الخدمة تساعد في مكافحة المحتالين. فعندما يصلك تنبيه عن عملية شراء مجهولة أو سحب مبالغ من حسابك الشخصي من قبل شخص غريب بإمكانك اللجوء فوراً إلى البنك.
5. موقع “ياندكس. بروبكي”
جميع الأجانب يخافون من الـ “بروبكي” (الاختناقات المرورية) في موسكو، ولكن، قلَّ من يعرف منهم بوجود موقع “ياندكس. بروبكي” على الإنترنت، الذي يبين حالة الطرق في إطار الزمن الحقيقي. ويمتاز التطبيق بدرجة عالية من التفصيل تسمح بمعرفة وجود الاختناقات المرورية أو انعدامها حتى في أصغر شارع فرعي من المدينة.
يقول ألكسندر مايكل من أستراليا الذي أحب روسيا بعد أن أمضى ثلاثة أشهر في موسكو: “في البداية كان من المخيف النظر إلى خريطة موسكو على موقع “ياندكس. بروبكي” والتي كانت تبدو، بشكل مطلق، باللون الأحمر؛ أي أن الاختناقات تعم شوارع المدينة كلها. ولكن فيما بعد أدركت أن هذا يحدث في ساعات الذروة. وبالفعل، يقدم هذا التطبيق مساعدة حقيقة للتنقل في شوارع موسكو وفي اختيار الوقت الأنسب للحركة”.
6. شراء الأدوية بدون وصفه طبية
في روسيا، يمكن شراء معظم الأدوية دون وصفة من الطبيب. بما في ذلك المضادات الحيوية والأدوية الهرمونية ومضادات الهيستامين القوية، والعقاقير المخفضة للكوليسترول … إلخ. والأجانب مسرورون بذلك جداً. إذ لا حاجة لإضاعة الوقت والمال على زيارة الطبيب. ومع ذلك، لا يمكن أن يُعدّ هذا البند إنجازاً إيجابياً مطلقاً. فمن عام لآخر، يزداد عدد الناس الذين يمارسون العلاج الذاتي، وهم بتوفيرهم لتكاليف زيارة الأطباء يخاطرون بإلحاق ضرر جدي بصحتهم.
7. حافلات النقل الخاصة- “مارشروتكا”
في المناطق التي تضم تجمعات كبيرة من الناس، بالإضافة إلى حافلات الترام والترليبوس والباصات العامة، تساهم سيارات الأجرة الخاصة التي تسمى “مارشروتكا” أيضاً في نقل المواطنين.
وهي تشبه بمظهرها الخارجي سيارات الكومبي. وتتميز عن سيارات التكسي العادية بخط رحلة (بالروسية: مارشروت، ومن هنا أتت تسميتها) ثابت، والذي يتطابق مع خطوط وسائل النقل العام .الميزة الأهم للـ “مارشروتكا” هي امكانية توقفها في أي نقطة من خط سيرها- إذا لم يكن التوقف فيها ممنوعاً وفقاً لقواعد المرور- لتحميل الركاب أو لإنزالهم .
ويكفي أن تؤشر للسائق بيدك حتى تتوقف الحافلة وتركب فيها. أما بالنسبة لأجرة النقل فهي معقولة جداً ولا تتجاوز مثيلتها في وسائل النقل العامة. السلبية الوحيدة التي لفتت نظر الأجانب هي الضجيج المرتفع، مما يجبرك أن تصرخ تقريباً لتنبئ السائق عن رغبتك بالترجل في هذا المكان أو ذاك. يقول إنريكي ألفاريز ضاحكاً: “عندما ركبت الـ “مارشروتكا” لأول مرة، ذُعرت بشدة عندما صرخت صديقتي الروسية فجأة لتطلب من السائق أن يتوقف. حتى أني شعرت بالخجل من صراخها. بعدها تعودت، والآن أنا نفسي أصرخ للسائق لكي ينزلني في المكان المطلوب”.