أكد الجيش المصري تعرض إحدى القطع التابعة لسلاح البحرية لهجوم من قبل “عناصر إرهابية” في مياه البحر المتوسط، باستخدام زوارق مسلحة، أسفر عن سقوط عدد “غير معروف” من القتلى والجرحى، وفقدان ثمانية من أفراد القوات البحرية على الأقل.
وفي تداعيات الهجوم، نقلت صحيفة الوفد المصرية عن عدد من الخبراء الأمنيين قولهم إن العملية تؤشر إلى تبديل في خطة الجماعات المسلحة عبر “توجيه خطتهم للحرب على مصر إلى البحر”، وأوردت على لسان فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة ومدير أمن بورسعيد الأسبق، قوله إن التنظيمات الإرهابية “تنفذ هذه الهجمات، بمساعدة الإخوان الإرهابية، وستنتهي في القريب العاجل، كما انتهت في التسعينات.”
بالمقابل، دعا اللواء سامح سيف اليزل، رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية والأمنية، المصريين إلى ضرورة انتظار التحقيقات، مضيفا أنه من المبكر الحديث عن نوعية تسليح المهاجمين قبل انتهاء التحقيقات.
أما صحيفة “المصري اليوم” فنقلت عن مصدر عسكري قوله إن بين المهاجمين “عناصر أجنبية” مرجحا أن يكونوا من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وأضاف أن المهاجمين “حاولوا اختطاف قوة القطعة البحرية التي استبسلت في مواجهتهم، وتعرضت للإصابة.”
من جانبه، شكك الناشط المصري، هيثم أبوخليل، المقرب من جماعة الإخوان المسلمين، بالرواية الرسمية للحادث قائلا على صفحته بموقع “فيسبوك”: “الذي يؤكد أيضاً كذب ومسخرة رواية العسكر أن الهجوم وقع واشتعلت النيران في القطعة البحرية وقتل طاقمها وجرى اعتقال الجناة لكن احترقت مراكبهم ….!!دي في أي فيلم هندي دي ….؟”
وكان المتحدث العسكري للقوات المسلحة، في بيان ، إن الهجوم، الذي وصفه بـ”الحادث الإرهابي”، وقع أمام سواحل دمياط، شرقي مصر، “أسفر عن تدمير عدد 4 قارب من المجموعات المسلحة، بما فيهم من عناصر إرهابية، بالإضافة إلى القبض على 32 فردا.”
وتابع بيان الناطق باسم الجيش المصري أن عمليات البحث والإنقاذ أسفرت عن “إجلاء خمسة مصابين من عناصر القوات البحرية، وتم نقلهم إلى المستشفيات العسكرية لتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، ومازال هناك ثمانية أفراد فى عداد المفقودين”، لافتاً إلى أن عمليات البحث عنهم مازالت جارية.
كما أكد المتحدث العسكري، في البيان الذي صدر عن قيادة الجيش في وقت مبكر من فجر الخميس، أنه “تجري حالياً عمليات تمشيط ومسح كامل لمنطقة الاشتباكات، وتقوم الجهات الأمنية المعنية بالتحقيق مع العناصر الإرهابية المقبوض عليها”، دون أن يفصح عن هوية تلك العناصر.
وكانت وسائل إعلام رسمية قد نقلت عن مصدر عسكري، في وقت سابق من مساء الأربعاء، أن القوات البحرية أحبطت هجوماً على أحد اللنشات التابعة لها، أثناء قيامه بتنفيذ “نشاط قتالي”، في عرض البحر المتوسط، على بعد نحو 40 ميلاً بحرياً إلى الشمال من ميناء دمياط.
وقال المصدر إنه أثناء قيام وحدة مرور من القوات البحرية، بتنفيذ نشاط قتالي في عرض البحر المتوسط، قام عدد من الزوارق “البلنصات” بإطلاق النيران من عدة اتجاهات مختلفة على اللنش، وتابع أنه “تم دفع عناصر مقاتلة ومتخصصة من القوات البحرية والجوية، لمعاونة اللنش ونجدته.”
ولم يفصح المصدر العسكري عن طبيعة المهمة القتالية التي كان يقوم بها اللنش، كما لم يكشف عن هوية القطع البحرية المعادية، أو هوية المهاجمين.