كشف مشروع “الصرف الصحي الذكي” عن امكانية الكشف عن معلومات قيمة حول صحة الإنسان وسلوكه من خلال تحليل مياه المجاري الصحية.
وقال مدير مختبر “سينسبيل سيتي” في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا المهندس المعماري كارلو راتي في مشروعه “الصرف الصحي الذكي” إن “الأمور غير المرئية في المدينة، بات بالإمكان الكشف عنها” أي مجاري الصرف الصحي، التي تعد موطناً للنفايات والفضلات التي يتخلص منها جسم الإنسان.
وأوضح راتي أنّ “تقنيات حديثة في علم الأحياء تم استخدامها بهدف تحديد البكتيريا والفيروسات التي يتخلص منها الجسم.” ويصمم فريق العمل حالياً نموذج منصات ذكية تعمل على جمع مخلفات أو مياه الصرف الصحي، وتصفيتها، بهدف تحليل أي مواد جينية موجودة وفيروسات وبكتيريا، فضلاً عن اكتشاف مواد كيميائية معينة.
ويهدف راتي من خلال مشروعه إلى تحديد الكم الهائل من الميكروبات التي تعيش في جسم الإنسان، ورصد الأوبئة المحتملة قبل تفشيها بين البشر.
وأشار راتي إلى أنّ “الخطوات الطبية المتبعة في تشخيص الأمراض تعتبر بطيئة،” لافتاً إلى أنّ اختبار مياه الصرف الصحي تعتبر وسيلة أسرع للتنبؤ بوجود أي إصابات أو حالات عدوى بين الناس.
ويهدف المشروع حالياً للكشف عن أسباب تفشي عدوى الإنفلونزا والتهاب المعدة والأمعاء، مثل عدوى السلمونيلا وفيروس الروتا.
وقال بروفيسور الهندسة البيولوجية والهندسة المدنية والبيئية في معهد ماساتشيوستس للتكنولوجيا والمشرف المشارك في المشروع إريك آلم، إن النشاط البشري في استخدام المياه، ينعكس من خلال محتوى مياه الصرف الصحي في المدينة، لافتاً إلى وجود تحديات مستقبلية، في ظل صعوبة الحصول على مادة الحمض النووي في مياه الصرف الصحي.
وفي السياق ذاته، أوضح آلم أن “التحدي الثاني يكمن في معرفة مصدر المواد الكيميائية الموجودة في المياه،” بسبب اختلاف الكائنات الدقيقة الموجودة فيها تبعاً لاختلاف مصدر المياه.
ويعتقد المشرفون على المشروع بقدرته على بناء منصة قوية لرصد التغيرات الصحية في جسم الإنسان، ومعرفة ماهية المواد الكيميائية التي تأتي من المصانع، فضلاً عن مراقبة التهديد الذي تتسبب به هذه المواد، وتقييم أثر السياسات الصحية من خلال متابعة عوامل بيولوجية أخرى.
وسيتم تطبيق أول تجربة للنموذج في مدينة بوسطن الأمريكية في العام 2016، ومن ثم في الكويت بالشراكة مع وزارة الصحة الكويتية.
وتجدر الإشارة، إلى أهمية هذه التجارب في فهم مدى حساسية هذه التقنية، وقدرتها في الكشف عن الكائنات الدقيقة والفيروسات.
وقال أستاذ الصحة البيئية في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي ساندي كيرنكروس إنّ “الفكرة ذكية من ناحية المبدأ،” موضحاً أنّ “بعض أنواع الكائنات الحية ضعيفة وبعضها ينفق في مياه المجاري الصحية، والبعض الآخر صغير جداً، فيما يوجد أنواع أخرى تنمو بأعداد أكبر مقارنة بغيرها.”
وأكد راتي أن “منصة التقنية الذكية ستستخدم في مرحاض المنزل لتحديد معلومات أكثر خصوصية عن حالة الفرد الصحية.