هاجم المسلحون المرتبطون بتنظيم القاعدة، وجماعات المتمردين السوريين الأخرى مدينة إدلب التي تسيطر عليها الحكومة، واستولوا على بعض المباني الرسمية.
وقالت جبهة النصرة إن مقاتليها قتلوا عشرات من جنود الحكومة قبل أن يتراجعوا.
ولاتزال الحكومة السورية تسيطر على مدينة إدلب الواقعة شمال غربي البلاد منذ أن استعادتها من أيدي الجماعات المتمردة التي استولت عليها لفترة قصيرة في 2012.
وبدأ هجوم الاثنين على إدلب فجرا بمهاجمة مسلحي المعارضة للبلدة من جميع المحاور، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وهاجم المتمردون نقاط تفتيش، ثم دخلوا لفترة قصيرة مكتب المحافظ، وبعض مراكز الشرطة قبل صد القوات الحكومية لهم.
ونقل المرصد عن ناشط قوله إن معظم الهجمات وقعت في الجزء الجنوبي من المدينة، قرب تل مسطومة.
وأفادت تقارير بسيطرة المتمردين على التل، وأدى هذا إلى رد الحكومة باستخدام طائرات الهليكوبتر الحربية. وقيل إن عشرات من المتمردين والجنود قتلوا.
ويقع معظم محافظة إدلب تحت سيطرة المتمردين، غير أن المدينة – التي تحمل نفس الاسم – لاتزال تقع في أيدي القوات الموالية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
ويقول مراسل بي بي سي في بيروت، جيم ميور، إن جبهة النصرة، وحلفاءها يحرزون تقدما في شمال غرب وجنوب سوريا، في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام على الغارات الأمريكية الجوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول المرصد السوري إن القوات الجوية السورية شنت 600 غارة خلال الأسبوع الماضي، استخدم في
بعضها البراميل المتفجرة التي تسقطها طائرات الهليكوبتر.
وقتل في الهجمات نحو 180 شخصا، بحسب ما ذكره المرصد.
وقد أودى الصراع المحتدم في سوريا منذ أربع سنوات بحياة أكثر من 200000 شخص.
ولا تزال الحكومة السورية تواجه انتفاضة مسلحة، يتزايد انقسامها يوما بعد يوم. وبينما تقاتل الجماعات المتمردة، مثل جبهة النصرة، القوات الحكومية، وتنظيم الدولة الإسلامية، تتقاتل تلك الجماعات فيما بينها.
عين العرب (كوباني)
ومن بين التطورات الأخرى في سوريا نشر فيديو يعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية وراءه يظهر الصحفي البريطاني المخطوف، جون كانتلي في مدينة عين العرب (كوباني) الكردية السورية.
ويشير كانتلي في الفيديو إلى أحداث وقعت خلال الأسبوعين الماضيين، ومن بينها إسقاط الولايات المتحدة أسلحة وذخيرة قصد بها المقاتلون الأكراد في كوباني.
وقد نفذت الطائرات الأمريكية غارات على المدينة لمساعدة القوات الكردية على صد تقدم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأفادت تقارير باستمرار الاشتباكات العنيفة في عين العرب (كوباني) وما حولها، قرب الحدود التركية.
وكانت تركيا قالت الأسبوع الماضي إنها ستسمح للقوات الكردية، البيشمركة، بدخول المدينة عبر الحدود التركية، لمساعدة المقاتلين الأكراد. ولكن وكالة فرانس برس تفيد بأن هذا لم يتحقق بعد.
ونقلت الوكالة عن مصطفى قادر، وهو مسؤول عراقي كردي رفيع المستوى، قوله إن تركيا مسؤولة عن التأخير.
وأضاف قادر “نحن ننتظر موقف تركيا، ولهذا السبب لم ترسل أي قوات”.
وكانت تركيا – التي تواجه منذ فترة تمردا من الأكراد على أراضيها – تمنع عبور المقاتلين الأكراد إلى سوريا.
وقد تمكن مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي في سوريا والعراق هذا الصيف.