أفاد تقرير إخباري صادر عن صحيفة ألمانية بأن وكالتي الاستخبارات الأمريكية والبريطانية قادرة على نحو سري على الوصول إلى المعلومات من شركات الاتصالات الألمانية.
وقالت صحيفة “دير شبيجل” Der Speigel إن برنامج التجسس الذي يحمل اسم “خريطة الكنز” Treasure Mapيعطي وكالة الأمن القومي الأمريكية “إن إس أيه” NSA ونظيرتها البريطانية “جي سي إتش كيو” GCHQ، بيانات من مشغلات الاتصالات، مثل “دويتشه تيليكوم” Deutsche Telekom.
وتتضمن هذه البيانات معلومات من الشبكات، وكذلك من حواسيب الأفراد والهواتف الذكية، حسبما نقلت الصحيفة عن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية، إدوارد سنودن الذي يعد مصدرًا لأحد أكبر التسريبات في تاريخ الولايات المتحدة.
وكان عدد من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك ألمانيا، قد عبروا عن غضبهم من مزاعم التجسس التي قامت بها الولايات المتحدة وبريطانيا والتي فضح أمرها سنودن اللاجئ سياسيًا في الوقت الراهن في روسيا.
وبحسب مقالة “دير شبيجل”، فيمكن لوكالة الأمن القومي الأمريكية ونظيرتها البريطانية التجسس على شركات الاتصالات مثل “دويتشه تيليكوم” و “نتكولونيا” Netcologne، و “شتيلر” Stellar، و “سيتيل” Cetel.
ويمنح برنامج “تريجر ماب” Treasure Map، الذي وصفته الصحيفة بـ “جوجل إيرث الإنترنت” وكالتي الاستخبارات وصولًا إلى بيانات عن بنية الشبكة وكذلك عن طريق موجِّهات الأفراد إلى الأجهزة الشخصية الخاصة بالمشتركين.
وحذّرت صحيفة “دير شبيجل” مِن أنّ البيانات التي تحصل عليها الوكالات قد تُستخدم في التخطيط لهجمات إلكترونية متطورة.
وكان برنامج “تريجر ماب” ذُكر أوّل مرّة العام الماضي في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، حيث قالت إنّ البرنامج يجمع بيانات الشبكات اللاسلكية “واي فاي” وبيانات المواقع الجغرافية، فضلًا عما يترواح من 30 إلى 50 مليون عنوان مزود إنترنت فريد، وهي المعلومات التي يمكن أن تكشف عن صاحب وموقع حاسوب شخصي أو جهاز محمول.
وكانت تسريبات سنودن، التي بدأت العام الماضي، قد كشفت عن عملية مراقبة شاملة تقوم بها الولايات المتحدة، ومن بين التسريبات ذكر سنودن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست على هاتف المستشارة الألمانية، أنجليا ميركل.
ونتيجة لذلك، طلبت ألمانيا من مسؤول الاستخبارات الأمريكي في العاصمة الألمانية، برلين بمغادرة مكتبه في شهر تموز/يوليو، كما طالبت ميركل علنًا بتفسير لمزاعم التجسس.