رغم أن الكثير من التحسينات دخلت إلى مجال تطهير الأدوات الطبية، في يومنا الحالي، ما قلص إلى حد كبير من احتمالات التعرض لحالات تسمم المرضى خلال الخضوع للعلاج، إلا أن سلامة المرضى يحميها مصدر غير متوقع، أي الدم الأزرق اللون لسلطعون حدوة حصان (حيوان بحري يشبه حافر الحصان).

وكان شعور بالخوف قد سيطر على الجنود خلال الحرب العالمية الثانية، بسبب الخضوع للعلاجات الطبية تماماً مثل الخوف من الإصابة برصاصات العدو، وذلك بسبب الظروف غير الصحية والمعدات الملوثة في المستشفيات الميدانية، ما أدى إلى تلوث الجروح المفتوحة بالبكتيريا التي قتلت آلاف الأشخاص، وأدت إلى أمراض مثل التهاب السحايا، والتيفوئيد.

ويأتي شكل سلطعون حدوة الحصان على شكل خوذة، ما يمكن هذه المخلوقات من الدفاع عن نفسها للتعويض عن تعرضها للإصابة في المياه الضحلة. وعندما، يواجه سلطعون حدوة الحصان بالسموم التي تنتجها البكتيريا، تلتف خلايا الخلية الأميبية الشكل في الدم ذات اللون الأزرق بسبب جزيئات النحاس، حول السم، لمحاصرة الخطر داخل شكل يشبه الهلام، لمنعه من الانتشار.

ويتم التقاط أكثر من 600 ألف مخلوق من سرطانات حدوة الحصان سنوياً، خلال موسم التزاوج في فصل الربيع، للتبرع  بحوالي 30 في المائة من دمها في حفنة من المرافق المتخصصة في الولايات المتحدة الأمريكية وآسيا. وتبلغ كمية الدم حوالي 60 ألف غالون في السوق العالمي، أي ما تقدر قيمته بحوالي 50 مليون دولار سنوياً.

وتكفي 45 دقيقة من التعرض لدم سلطعون حدوة الحصان للكشف عن السموم الداخلية وعزل التهديد، لجزيئات من البكتيريا تعادل حجم حبة الرمل في بركة السباحة.

وأوصت إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية بضرورة أن تمر الأدوية الوريدية وأي معدات طبية أخرى من خلال دم سلطعون حدوة الحصان، الأمر الذي يبقي الكثير من المرضى على قيد الحياة بسبب هذه الإجراءات الطبية.

وقد تزيد الحاجة الملحة لاستخدام دم سلطعون حدوة الحصان، في ظل وجود تقارير عن انخفاض أعداده وخصوصاً في خليج ديلاوير، حيث انخفض العدد بنسبة تتراوح بين 75 في المائة و 90 في المائة في السنوات الـ 15 الماضية.

وأظهرت دراسة حديثة أن بين 10 و30 في المائة من سرطانات حدوة الحصان المانحة للدم، تنفق، أو تعاني من عدم قدرتها على التزاوج.

وقال أستاذ علم الأحياء في مدينة بليموث البريطانية كريستوفر شايوت إن “الدم هو أمر حاسم لقضايا صحة الإنسان، ولكن تحتاج صناعة الطب الحيوي إلى المحافظة على عدد السرطانات ثابتا”، مضيفاً: “نقترح خفض وقت بقاء سلطعون حدوة الحصان خارج الماء، والحفاظ على درجة حرارة منخفضة لدى نقل السرطانات خارج الماء.

وفي نهاية المطاف، يعتقد شايوت أن ايجاد بديل آخر يعتبر أمر ضروري للحد من الضغط على سرطانات حدوة الحصان، وذلك من خلال تطوير البدائل الإصطناعية، حتى لا يواجه الطب العودة إلى العصور المظلمة.