أشار تقرير جديد صادر عن شركة “تريند مايكرو” إلى أن الأحداث الرياضية أصبحت أكثر اتصالًا وتفاعلًا مع الجماهير من ذي قبل، وليست بطولة نهائيات كأس العالم، التي أسدل الستار على فعالياتها في البرازيل إلا مثالًا واضحًا على هذا الأمر، حسب قولها.
فقد أكدت شركة “أوي” Oi، مقدّم خدمات الاتصالات في البرازيل، بأنها لم تألُ جهدًا من أجل ربط مباريات كأس العالم وفعاليات البطولة بالإنترنت وببقية أنحاء العالم، إلى حد أنها زعمت أن مونديال هذا العام هو الأكثر ربطًا بالعالم من غيره من المونديالات السابقة في تاريخ هذه البطولة الدولية.
وعن كيفية ربط كأس العالم 2014، تقول شركة “أوي” إنها ظلت تعمل على ربط جميع الملاعب المضيفة للمنافسة في جميع أنحاء البرازيل إلى أن تمكنت من توليد 32 تيرابايت من البيانات لوسائل الإعلام والجهات الراعية والمتطوعين ومسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في عشرة أيام فقط.
كما تمكنت من ربط أكثر من 152,000 جهاز (ما بين هواتف ذكية، وأجهزة لوحية وحواسيب محمولة) مع شبكات الإنترنت اللاسلكية العامة في الملاعب المضيفة.
ووفقًا لشركة “تريند مايكرو” المتخصصة في الحماية الأمنية، فإن هذه البطولة التي شهدت تهافت مستخدمي الإنترنت من كل أنحاء العالم على الشبكة للحصول على أحدث الأخبار والمستجدات المتعلقة فيها، جعلتهم هدفًا كبيرًا لمجرمي الإنترنت وتهديداتهم ذات الطابع الاجتماعي.
كما أشارت الشركة إلى أن العدد الكبير من المستخدمين المتصلين بشبكات الإنترنت اللاسلكية العامة قد يكونون غير آمنين؛ فالوصلات غير الآمنة دائمًا ما تكون عرضة للاختراق للحصول على المعلومات الشخصية.
كما أكدت “تريند مايكرو” أنه ومع انطلاق حمى كأس العالم، ظهرت التهديدات من كل صوب لتستغل الظرف بدءًا من اقتناص المعلومات، ومرورًا بإرسال الرسائل المزعجة، وانتهاء بنشر تطبيقات المحمول الخبيثة وترويجها.
واستخدم أحد مخططات التصيّد إعلانًا ترويجًا قائمًا في موقع خدمات مصرفية إلكتروني كطعم للاحتيال على أكثر من 3000 من المستخدمين في غضون 72 ساعة دون علمهم، وكان معظم الضحايا، للمفارقة، من بلدان ذات اتصال جيد بالإنترنت مثل الولايات المتحدة (19 بالمئة) واليابان (14 بالمئة) وألمانيا (12 بالمئة) وفرنسا (9 بالمئة)، إضافة إلى رعايا دول أخرى سقطوا ضحايا في المخطط.
واستطاعت الرسائل غير المرغوب فيها أن تستدرج مستخدمين للإدلاء ببياناتهم الخاصة عن طريق إيهامهم بالحصول على جائزة بقيمة 200 دولار. وما هو جدير بالملاحظة هنا هو أن الإعلان الترويجي نفسه تم تصميمه ليستغل فرصة انطلاق كأس العالم، الأمر الذي نتج عنه هذا العدد الكبير من الضحايا في فترة قصيرة من الزمن.
وأشارت “تريند مايكرو” إلى أن التوسع في ربط الأحداث الرياضية ليس بالأمر السيء، فهذه المناسبات تسمح للمشاهدين والمشجعين من جميع أنحاء العالم بأن ينخرطوا بصورة أكبر في الأحداث، علاوة على حضورهم الشخصي لهذه المناسبات، كما أنها تسمح لهم خوض تجربة هذا الحدث مع أصدقائهم بغض النظر عن الأمكنة التي يوجدون بها. إلا أن الربط في هذا العصر دون تأمين وسيلة الاتصال قد يتمخض عنه الكثير من المشكلات.
وأكدت الشركة أن عبء إتاحة اتصالات آمنة لا يقع على مقدمي خدمة الاتصالات فقط، لأنهم في النهاية يقدمون خدمة، وسواء كانت شبكاتهم آمنة أم لا، فإن على المستخدمين ألا يكتفوا ويقتنعوا بذلك، وإنما عليهم حماية أنفسهم لِئلا يصبحوا ضحايا، وأن يتذكروا بأنهم في نهاية الحدث سيحملون معهم إلى ديارهم ذكريات وهدايا تذكارية، لا برامج خبيثة تتسبب بالعدوى وتفرغ حساباتهم المصرفية وتعرض أمن أجهزتهم للخطر، وفق تعبيرها.