بقلم دييجو أرابال، نائب الرئيس في شركة “إف 5 نتوركس” لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط
تتوالى أيام شهر رمضان الفضيل، شهر العبادة والطاعة، الذي يقوم فيه جميع مسلمو العالم بالصيام والصلاة والأعمال الخيرية، وتتوطد فيه أواصر العلاقات الأسرية والاجتماعية.
ولكن على الرغم من الحفاظ على التقاليد والطقوس الخاصة بهذا الشهر، إلا أن الأسلوب الذي يتفاعل فيه صغار وكبار المسلمين خلال هذا الشهر الكريم بدأت تكتسب العديد من المزايا والخصائص العصرية بشكل واضح.
فوفقًا لتقرير نشرته وكالة الإعلام الاجتماعية “ذا أونلاين بروجيكت” TOP العام الماضي، ارتفع معدل استخدام موقعي التواصل الاجتماعي “تويتر” و “فيسبوك” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 33 بالمئة و30 بالمئة على التوالي، وذلك خلال شهر رمضان المبارك في العام 2012.
ويمتاز شهر رمضان المبارك باعتباره شهر البر والتواصل الاجتماعي، لذا فإن قضاء المزيد من الوقت بالتواصل عبر شبكة الإنترنت، وتعزيز التواصل العائلي على المستوى القريب والبعيد، سنجد المبرر المنطقي لارتفاع معدل الاستخدام خلال هذا الشهر.
إما إذا استندنا إلى نتائج أحدث تقرير للإعلام الاجتماعي العربي، فإننا سنجد بأن هذه الموجه آخذه بالارتفاع، حيث أظهر التقرير أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” في العالم العربي بلغ 81,302,064 مستخدمًا في شهر أيار/مايو من العام 2014، بعد أن بلغ عدد المستخدمين 54,552,875 مستخدمًا في شهر أيار/مايو من العام 2013، في حين بلغ عدد المستخدمين الفعليين لموقع التواصل الاجتماعي تويتر 5,797,500 مستخدم في شهر آذار/مارس من العام 2014.
وبالإضافة إلى التأثير القوي والطاغي لوسائل الإعلام الاجتماعية، فإن مطوري البرامج قاموا بتصميم وإبداع العديد من التطبيقات المرتبطة بشهر رمضان، وذلك للمساعدة في التخطيط والتنسيق والتعليم والتوجيه الصحي، وما إلى ذلك من القضايا ذات الصلة. فإذا تصفحنا المتجر الإلكتروني “جوجل بلاي” فإننا سنجد بأن أكثر التطبيقات الإسلامية رواجًا مثل تطبيقي “مسلم برو” و”صلاتك” (الذي يشير إلى أوقات الصلاة) المتعددة الوظائف تم تحميلها من الملايين، التي تعود بالفائدة على المسلمين في الخارج بشكل خاص، فهم يتطلعون إلى مزامنة أنشطتهم وطقوسهم الشعائرية مع العالم العربي.
بالمقابل، نجد الارتفاع الشديد في متابعة البرامج التلفزيونية، الذي يعد من الجوانب البارزة والملحوظة لرمضان القرن الحادي والعشرين.
بدورها تشير وكالة التسويق والاتصالات “جيه دبليو تي” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن نسبة المشاهدين ترتفع إلى الضعف خلال شهر رمضان، وذلك من خلال متابعة عروض المسلسلات الدرامية والبرامج الاستعراضية التي تلقى شعبية كبيرة، الأمر الذي لم يخف على وكالات الإعلان. فوفقًا لـ “مركز البحوث العربية” PARC، من الشائع بين شركات المنطقة إنفاق ثلث أو أكثر من الميزانية المخصصة للدعاية والإعلان خلال شهر رمضان.
وخلال السنوات المقبلة، ستزداد العروض والدعايات التي تبث عبر الأجهزة الذكية بشكل كبير، فقد أشار أحدث تقارير مؤسسة الأبحاث الدعائية الصادر مؤخرًا إلى أن ارتفاع معدل اختراقات الهواتف الذكية بنسبة 11 بالمئة على الأقل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك ما بين عامي 2012 و2013، حيث تصدرت السوق السعودية هذه القائمة بنسبة 79 بالمئة، تلتها الإمارات بنسبة 72 بالمئة.
إن تغير أوجه التواصل الاجتماعي خلال شهر رمضان تعتبر ظاهرة مفيدة، فهو يركز على تطور استخدام وسائل الاتصال والمحتوى في المنطقة، الأمر الذي من شأنه أن يشكل ضغطًا هائلًا على مزودي الخدمات، وذلك في سعيهم للتكيف مع ارتفاع الطلب على البيانات المتنقلة خلال السنوات القادمة.
أما مشغلي هذه الخدمات فيتوجب عليهم مواكبة هذا النمو الهائل في الطلب على البيانات المتنقلة، كما ينبغي عليهم توفير خدمات دائمة التطور والتحديث، والتي تعمل من خلال من العديد من الأجهزة، وأنماط الاستخدام، والخدمات القائمة على السياسات المتقدمة.
وهذا يشير على نحو متزايد ومثير للاهتمام إلى ريادة التقنيات التفاعلية مع المحيط خلال الزمن الحقيقي، وذلك في إطار سعي مشغلي الخدمات إلى استغلال القيمة الحقيقية لشبكات الجيل الرابع LTE.
وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من التطورات المثيرة التي تصب في صالح كل من مقدمي الخدمات والمستهلكين على حد سواء، بما فيها الاستخدام المثالي للشبكة ، والحصول على تجربة مستخدم أكثر ثراءً وتخصيصًا.
وبفضل تقديم الشبكات الذكية التفاعلية مع المحيط لمجموعة خدمات واسعة ومتميزة، فإن التفاعل مع الأحداث والمناسبات كشهر رمضان بشكل خاص، والحياة بشكل عام، يمكن أن تصبح ظاهرة تحول وتغيير إيجابية ومفيدة.