أظهرت نشرات دولية صادرة عن مواقع إلكترونية عالمية، مدى تحسن علاقة القارئ العربي بالكتب في السنوات الأخيرة، حيث أشارت شبكة جوجل إلى أن 5 مليون مستخدمي عربي (من مستخدمي شبكة جوجل) يهتمون بقراءة المؤلفات، في حين قدر فيسبوك عدد مستخدميه الذين يهتمون بقراءة الكتب من العرب بنحو 22 مليون مستخدم.وفي معرض تعليقها، قالت إيمان حيلوز، مؤسس ومدير موقع “أبجد”، “تبعث هذ الأرقام بريق أمل لدى المؤلفين ودور النشر التي ظنت لفترة أنها فقدت قارئها. بيد أن هذه الأرقام تؤكد عودته مع اختلاف ملحوظ في ميوله ورغبته بقراءة المؤلفات عبر شاشات أجهزة الموبايل والأجهزة اللوحية التي تلازمهم طوال الوقت، وهو ما يستدعي منا كشركات عاملة في هذا المجال تفهم رغبة القارئ واحترامها والتوجه أكثر نحو النشر الإلكتروني”.

وأضافت حيلوز “بفضل التقنيات الحديثة لم يعد هناك ما يخشاه المؤلف ولا دور النشر، من تعدي على حقوق مؤلفاتهم أو سرقتها أو حتى إمكانية إعادة نشرها، كما هو الحال بالنسبة لمكتبة ياقوت التي نجحت بتطوير تقنية تشفير وحماية يستحيل تجاوزها، إذ يتم تشفير كل كتاب يتم تحميله بطريقة خاصة تتوافق مع الجهاز ذاته فقط ولا يمكن قراءته على أي جهاز آخر”.

من جانبه، قال مدير تطوير أعمال وتقنية “أي كتاب” السيد عمار مرداوي، “إذا أخذنا الناتج القومي المحلي بعين الإعتبار، نجد ان تكلفة الكتاب على القارئ العربي أعلى بنحو 50 مرة مما هي عليه في الدول الغربية. ولعل لهذه القضية علاقة مباشرة في إشتراك ملايين الأشخاص من الوطن العربي بالمواقع الإلكترونية المتخصصة في مجال القراءة، فعلى سبيل المثال يتجاوز عدد المشتركين العرب في موقع Goodreads 1.4 مليون مستخدم”.

وأشار مرداوي إلى النتائج الأولية التي أعقبت تدشين مكتبة ياقوت على الأجهزة الذكية العاملة بنظام أندرويد بثمانية أسابيع ، إذ تجاوز عدد المستخدمين الذين حملوا مكتبة ياقوت على أجهزتهم 85000 مستخدم، في حين تجاوز عدد الكتب التي جرى تحميلها خلال هذه المدة 380 ألف كتاب. وبحسب قواعد البيانات فإن أكثر من 4.5مليون صفحة تمت قرائتها شهريًا وهذا رقم كبير يظهر حب القارئ العربي وشغفه للكتاب، حسب تعبيره.

وأضاف مرداوي، “قد تكون علاقة القارئ العربي تأثرت في فترة من الفترات بالكتاب، لكنها حتمًا لم تنقطع، فكم من الأدباء والمؤلفين الذي برزوا قبل وبعد الأربعينات والخمسينات. لا ننكر أن القارئ العربي تأثر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية التي كانت سائدة في تلك الأيام، لكن شغفه وحبه للكتب لم يتغير”.