أشارت الإحصائيات الأخيرة الصادرة عن مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية جارتنر إلى أن إجمالي إيرادات البنية التحتية للتطبيقات والبرمجيات الوسيطة قد بلغ 21.5 مليار دولار خلال العام 2013، بزيادة قدرها 5.6 بالمئة عما شهدته خلال العام 2012.

وفي هذا السياق، قال فابريتزيو بيسكوتي، مدير الأبحاث لدى جارتنر إن مشاريع البنية التحتية للتطبيقات والبرمجيات الوسيطة أصبحت حجر الزاوية لقطاع الأعمال والشركات الرقمية.

وأضاف بيسكوتي “ومع تواصل الإنفاق على منتجات البرمجيات الوسيطة AIM التقليدية التي تحافظ على زخمها الكبير، إلا أننا نشهد اهتمامًا متزايدًا بعروض التقنيات الأحدث المطروحة بالأسواق، ومنها المنصة المقدّمة على شكل خدمة PaaS، والرسائل السريعة، ومعالجة الحدث المعقد، وشبكات البيانات في الذاكرة. وتعتبر هذه التقنيات ضرورية لوضع إستراتيجية الأعمال الرقمية، كالقيام بربط قنوات التسويق والتوزيع الرقمي، أو تمكين الموظفين من الدخول إلى الشبكات الاجتماعية”.

وقال بيسكوتي أيضًا إن استخدام نماذج توصيل متعددة أدى إلى زيادة الاعتماد على تقنيات الحوكمة، كما أن تقارب المتطلبات المتكاملة للتطبيقات والبيانات تدفع المؤسسات إلى تعزيز معدل استثماراتها الكبيرة في تقنيات ومهارات البرمجيات الوسيطة.

أما التقنيات الصاعدة كالحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، واستخدام الهواتف المحمولة ضمن بيئات العمل، والعمليات التجارية الذكية، والحوسبة في الذاكرة، فجميعها مجالات يواصل مزودو خدمات البرمجيات الوسيطة تقديمها بزخم كتقنيات مبتكرة.

وتابع بيسكوتي حديثه بالقول: “نقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة تجسد مفهوم (الأعمال المتكاملة)، حيث لا يتوقف الربط على التطبيقات أو العمليات فحسب، ولكنه يتخطاها ليصل إلى أجهزة الاستشعار وجميع الأشياء الأخرى”.

وبحسب التقرير فقد حافظت شركة آي بي إم على المرتبة الأولى في قطاع البرمجيات التفاعلية بنسبة نمو 1.6 بالمئة خلال العام 2013، ثم جاءت أوراكل ومايكروسوفت وسوفتوير أيه جي Software AG وتبكو Tibco، على الترتيب.

ويؤكد التقرير أن التصنيف العالمي لأفضل خمس شركات لم يتغير على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلا أنه أظهر أداءً مشتركًا تلبيةً لضغوط مزودي الخدمة المتخصصين، ولاسيما العاملين في مجال تقديم المنصة على شكل خدمة PaaS، وموردي برمجيات المصادر المفتوحة.

وتعتبر منطقة أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية من أكبر الأسواق الإقليمية في العالم (تبلغ حصتها السوقية 44.3 بالمئة و 24.9 بالمئة على التوالي)، تليها دول آسيا/المحيط الهادئ (بنسبة 14 بالمئة). بالمقابل نمت منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا/المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية بوتيرة أسرع بلغت نسبتها 13.5 بالمئة، و9.2 بالمئة، و8 بالمئة على التوالي.

بدوره قال ماسيمو بيتزيني، نائب الرئيس وزميل مؤسسة جارتنر، “تدرك المؤسسات التي تستفيد من تقنيات العصر الرقمي أن استراتيجياتها في البرمجيات الوسيطة والبنية التحتية للتطبيقات لم تعد كافية. وتتطلب عملية الانتقال والتحويل إلى الأعمال الرقمية وجود مؤسسات مختصة في مجال تقنية معلومات لكي تؤمن مرونة وانسيابية عالية في حركة البيانات، ولتوفير الخدمات وفق مفهوم “عند الطلب”.

كما شدد على وجوب تقديم هذه المؤسسات دراسة أعمق حول آلية الأعمال، وأنظمة نطاقات الإنترنت، والقدرة على دمج عدد لا يحصى من الطرفيات، مثل تطبيقات الهواتف المحمولة والتطبيقات القائمة على السحابة، وشبكات التواصل الاجتماعي، ومصادر البيانات غير المتجانسة، والاستخدامات المتزايدة “لإنترنت الأشياء”.

ولتأمين هذه المتطلبات، ترى جارتنر أن أقسام تقنية المعلومات بحاجة إلى تحديث البنية التحتية لتطبيقاتها، وإضافة القدرات الضرورية لترقية أنظمتهم على وجه السرعة، وإدراج تقنيات العمل في الوقت الحقيقي لآلية استقصاء المعلومات التشغيلية ضمن عمليات الشركة، والاستعانة بنهج متكيف للوصول إلى التكامل.

وأضاف بيتزيني: “ومن أجل تحقيق هذه الغاية، يجب إكمال، وأحيانًا استبدال، منتجات البرمجيات الوسيطة التقليدية والغنية بالميزات والمكلفة بأخرى خفيفة الوزن وذات تقنيات منخفضة التكاليف بوتيرة مستمرة، وذلك من أجل تأمين سرعة عمليات أكبر تضاف على قيمة العمل. وهذا من الأسباب الرئيسية التي تقف وراء نمو مزودي البرمجيات الوسيطة AIM التقليدية بشكل متواضع، في حين أن مزودي البرمجيات الوسيطة مفتوحة المصدر وموردي خدمات المنصة على شكل خدمة PaaS يحققون نموًا كبيرًا ومتميزًا”.

وأكدت جارتنر على أن الحاجة لوجود شبكة الإنترنت وعمليات استقصاء معلومات تشغيلية تمهد الطريق أمام اعتماد تقنية الحوسبة في الذاكرة، كما أنها تعزز من وتيرة النمو السريع لمزودي خدمات الحوسبة في الذاكرة، وتشكل آلية اعتماد مثل هذه التقنيات الجديدة تحديات هائلة وحديثة لأقسام تقنية المعلومات، لذا فإن جميع الذين لا يملكون الجرأة للتصدي لمثل هذه التحديات، ويلجئون عوضًا عن ذلك إلى تغيير وكلاء ومزودي الخدمات لديهم، فإنهم سيتعرضون لخطر التهميش، وذلك مع تحول ميزانيات الشركات الخاصة بقسم تقنية المعلومات نحو غيرها من الأقسام والتخصصات داخل الشركة.