وأوضح الباحثون أن المستشعر يمكنه التمييز بين المواد الكيميائية المختلفة في ظروف الإضاءة المنخفضة، وذلك بشكل يتيح الرؤية في الظلام إذا ما تم دمجه مع عدسات من “الجرافين”، أو وضعه على كاميرات خاصة للهواتف المحمولة.
وأضاف الباحثون أن العدسات المستخدمة مع المستشعر يُلصق عليها رقائق من “الجرافين”، وهي مادة ثنائية الأبعاد مشتقة من الكربون، وهي الرقائق التي تعزز قدرة العدسات على الرؤية الليلية، والتمييز بين الأشياء، في درجة حرارة الغرفة العادية.
ومن جانبه، أشار تشاو هوي تشونج، الأستاذ المساعد في جامعة “ميشيغان”، إلى أن الرؤية الليلية تحدث بفضل حساسية الشحنات الكهربائية الكامنة داخل مادة الجرافين للضوء، وخاصة في درجة حرارة الغرفة العادية.
وكان الفريق البحثي قد أثبت فاعلية المستشعر والعدسات بطريقة علمية، بعدما جاءوا بلوحين من “الجرافين” ووضعوا عازل للضوء بينهما، ولاحظوا حركة الإلكترونات عند تعرضها للضوء وعند حجبه عنها، ثم استغلوا حركة الإلكترونات تلك في تحديد كيفيفة استغلال رقائق “الجرافين” مع العدسات لتمييز الأشياء في الظلام.
هذا، وأكد تشونج على أن جهاز الاستشعار الجديد، الذي يبلغ حجمًا أصغر من حجم ظفر أصبع الخنصر، يمكن استخدامه، بالإضافة إلى عدسات “الجرافين”، في العديد من التطبيقات سواء في الأوساط العلمية أو العسكرية أو في عمليات صناعة الإلكترونيات.
يذكر أن أكثر من شركة عالمية تعمل حالياً على تطويع “الجرافين” لصناعة الأجهزة الاستهلاكية، حيث كانت شركة “نوكيا” قد حصلت على 1.35 مليار دولار من الإتحاد الأوروبي في سبيل تطويرها للمادة التي تعد الأقوى في العام.
وتجدر الإشارة إلى أن “سامسونج” قامت قبل أيام بالكشف عن طريقة لتطويع مادة “الجرافين” للاستخدام في عملية صناعة الأجهزة الإلكترونية، وخاصة في صناعة أشباه الموصلات الدقيقة عبر استخدام رقائق “الجرافين” بدلاً من رقائق “السيليكون”.