كشف تقرير أمني حديث أن برمجيات شركة “مايكروسوفت” لم تعد الهدف المفضل بالنسبة لمطوري البرمجيات الخبيثة، بل إنهم أضحوا يفضلون برمجيات “جافا” أكثر من غيرها.
وسابقًا كانت “مايكروسوفت” تُعتبر الهدف المفضل بالنسبة لمطوري التطبيقات، ثم وبعد أن عملت الأخيرة على تحسين القدرات الدفاعية لبرمجياتها، انتقل المطورون إلى برمجيات شركة “أدوبي”، التي تداركت الأمر وعززت قدرات برمجياتها الأمنية لتصبح أكثر أمنًا حتى من برمجيات “مايكروسوفت”.
والآن، وبحسب التقرير الربعي “إكس-فوريس” X-Force لعام 2014 والذي تصدره شركة “آي بي إم” IBM لفهم التهديدات الإلكترونية، أصبحت برمجيات “جافا” من شركة “أوراكل” الهدف المفضل لدى مطوري البرمجيات الخبيثة.
ويرى الخبراء أن هناك سببين تجعلان المهاجمين الإلكترونيين يركزون على تطبيق أو منصة بعينها، الأول هو عامل التوزيع، أي أن المهاجمين يفضلون التطبيقات أو المنصات الأكثر استخدامًا وشيوعًا بين المستخدمين.
والعامل الثاني هو السهولة، إذ يعتقد الخبراء أن معظم مطوري البرمجيات الخبيثة يتسمون بالكسل فطريًا، فهم يبحثون عن الحلول الأبسط من حيث استهداف الثغرات الأمنية ضمن البرمجيات التي تعاني من ضعف أكثر ومن تعزيزات أمنية أقل.
وبناء على هاذين العاملين، تُعتبر برمجيات “جافا” من “أواكل” الهدف المفضل، فهي تُوجد على كافة المنصات تقريبًا، ابتداءً من أنظمة “ويندوز” إلى نظام “ماك” من “آبل”، فضلًا عن منصات الأجهزة الذكية، ويبدو أيضًا أن “أوراكل” لم تحذو بعد حذو نظرائها من حيث تعزيز قدرات برمجياتها الأمنية.
فبحسب شركة “آي بي إم”، شكلت الهجمات الإلكترونية التي تستهدف برمجية “جافا” واقع النصف من بين الهجمات التي رُصدت خلال شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي، ثم جاء برنامج “أدوبي ريدر” ثانيًا بواقع 22 بالمائة، وباقي النسبة استهدفت متصفحات الإنترنت، مثل “إنترنت إكسبلورر” و “جوجل كروم”، وغيرهما.
وأوضحت “آي بي إم” في منشور لها السبب وراء كون “جافا” الأكثر استهدافًا من قبل مطوري البرمجيات الخبيثة، إذ إن “جافا” التي تتصف بكونها تنطوي على المخاطر، تjسبب بتعريض المنظمات لهجمات متقدمة، ذلك أنها تعاني من وجود العديد من الثغرات الأمنية التي يمكن اختراقها لنشر البرمجيات الخبيثة والسيطرة على أجهزة المستخدمين، وعند وصولها إلى نقطة النهاية، فمن الصعب منع البرمجيات الخبيثة من تنفيذ أجنداتها.
ويرى الخبراء أن المشكلة مع “جافا” تذهب أبعد من كونها عرضة للاختراق، ذلك ولأنها تعمل ضمن البيئة الافتراضية الخاصة بها (آلة جافا الارفتراضية)، فإن الثغرة لا تحتاج إلى إلا لكسر نموذج “جافا” الأمني لكي تنفذ الشيفرة الخاصة بالبرمجية الخبيثة.
وتدرك “آي بي إم” ضرورة “جافا” بالنسبة للعديد من الشركات والأفراد، لذا ولمنع استغلالها، توصي الشركة بتقييد تنفيذ بملفات “جافا” المعروفة والموثوقة فقط. وبالنسبة للشركات الصغيرة والأفراد، فهي تدرك أن القول أسهل من التنفيذ.
ولحماية المستخدم نفسه، يوصي الخبراء بالتأكد من تطبيق جميع التحديثات الأمنية الخاصة بـ “جافا”، وهو يأملون أن تصل الرسالة إلى “أوراكل” بأقرب وقت ممكن لتحذو حذو “مايكروسوفت” و “أدوبي” من حيث تعزيز قدرات برمجياتها الأمنية.
وفي سياق متصل، قال باحثون أمنيون مطلع شهر شباط/فبراير الماضي إنهم اكتشفوا محاولة جديدة من قبل مجرمين إلكترونيين لاستخدام برمجية “جافا” بهدف إضافة مستخدمي نظامي “ماك” و “لينوكس” إلى قوائمهم الخاصة بمستخدمي نظام “ويندوز”، والمُعدَّة مسبقًا للاستهداف.