قام الإثنين عدد من الشركات التقنية الأمريكية الكبرى بالكشف عن بيانات جديدة حول طلبات الأمن القومي التي تلقوها، وذلك بعد أن سمحت لهم السلطات الأمريكية بتزويد مستخدميهم بعدد تلك الطلبات، وعدد الحسابات المتأثرة، والنسبة المئوية التي استجابوا لها.
ومن بين تلك الشركات كانت “جوجل”، و “ياهو”، و “فيسبوك”، و “آبل”، و “مايكروسوفت”، و “لينكد إن”، حيث وفرت جميعها إحصاءات عن طلبات الحكومة لبيانات المستخدمين من خلال ما يُعرف بـ “رسائل الأمن القومي” (NSLS) وقانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية (FISA).
يُذكر أنه كان محظورًا سابقًا على شركات الإنترنت الكشف عن تلك البيانات، حتى توصلت الحكومة الأمريكية إلى اتفاق مع تلك الشركات، أُعلن عنه الأسبوع الماضي.
وبالنسبة للشبكة الاجتماعية “فيسبوك”، قالت إنها وخلال الستة أشهر الأخيرة من عام 2012، تلقت طلبات خاصة بـ “جزء صغير” فقط من 1% من مستخدميها، ومع أنها لم تحدد الرقم، إلا أن الجدول البياني الذي أصدرته ألمح إلى أنها تلقت أقل من 1000 طلب حول 4000 إلى 4999 مستخدم أو حساب، ولكن وخلال النصف الأول من عام 2013، ارتفع عدد الحسابات المستهدفة ليصل إلى قرابة 6000 مستخدم.
وكشفت الشبكة الاجتماعية الخاصة بالأعمال “لينكد إن” أنها تلقت، خلال النصف الأول من عام 2013 طلبات متعلقة بالأمن القومي حول أقل من 249 حساب.
وقالت شركة “مايكروسوفت”، إنها وخلال نفس الفترة، تلقت أقل من 1,000 طلب لصالح وكالات الاستخبارات الأجنبية لحوالي 15,000 إلى 15,999 حساب لمستخدمين من غير الأمريكيين.
وبالنسبة لشركة “ياهو” التي قامت بإصدار أول تقرير للشفافية بداية أيلول/سبتمبر الماضي، أظهرت الأقام التي كشفت عنها أمس أنها تلقت أقل من “واحد من مئة من واحد بالمئة” من عدد مستخدميها حول العالم.
وأظهرت الأرقام الخاصة بشركة “جوجل” أنها تلقت أقل من 1,000 طلب لصالح الأمن القومي أو طلبات خاصة بالمحتوى لصالح الحكومات، وذلك خلال الفترة بين كانون الثاني/يناير 2009 حتى تموز/يونيو 2013.
ومن جهته قال المستشار العام ونائب الرئيس التنفيذي للشؤون القانونية والمؤسسية لدى “مايكروسوفت”، “براد سميث”، إن الحكومة الأمريكية قد وافقت على السماح للشركات بمشاركة هذه المعلومات، ولكن في نطاق الألف طلب.
يُذكر أن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي “إدوارد سنودن” الفار من السلطات الأمريكية، والحاصل على حق اللجوء السياسي في روسيا، كان قد نشر العام الماضي، تفاصيل تتعلق ببرنامج للتجسس على المستخدمين، يحمل اسم “بريسم” Prism، ثم سرعان ما تداعت الشركات التقنية للدفاع عن نفسها ضد اتهامها بتمكين وكالة الأمن القومي من الوصول إلى بيانات المستخدمين.
تجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” كانت قد قررت إصدار قوانين من شأنها إصلاح الطريقة التي تقوم بها بمراقبة المستخدمين حول العالم.
ويُشار كذلك، إلى أنه ومنذ الكشف عن برنامج التجسس “بريسم” سعت العديد من الشركات التقنية، من بينها “جوجل ” و “مايكروسوفت” إلى إضافة العديد من المزايا والبروتوكولات التي تحمي المستخدمين على نحو أفضل من تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية.